×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

ثُمَّ خَتَمَ الرِّسَالَةَ وَالنِّذَارَةَ وَالنُّبُوَّةَ بِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم.

****

 والكافر تكون الرسل والكتب حجة عليه، فالله لم يترك العباد هملاً ولا سُدًى، وإنما أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كُتبه، ولم يَكِلْهم إلى اختيارهم، وعقولهم، وتفكيرهم.

 الرسل أوَّلُهم نوح عليه السلام، قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ [النساء: 163]، أما الأنبياء فمن قبل نوح عليه السلام: آدم نبي، وإدريس، أما الرسل: فإن أوَّلَهم نوح عليه السلام، وختامهم محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله جل وعلا: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَۗ [الأحزاب: 40]، فلا يأتي بعده نبي، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([1])، فهو نبي آخر الخلق، وإلى أن تقوم الساعة، وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا حاجة بالناس إلى بعثة نبي بعده؛ لأنه صلى الله عليه وسلم جاء بما يُغنِي الناس إلى أن تقوم الساعة؛ فالقرآن صالح لكل زمان ومكان، والشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، فمن اعتقد أنه يُبعَث نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو كافر، ومَن صدَّق الكذَبةَ المتنبئين؛ فهو كافر، ولذلك لما ادعى النبوة أحمد القادياني في هذا الزمن، حكم المسلمون عليه بالإجماع أنه كافر، وعلى أتباعه بأنهم كفرة؛ عملاً بقوله جل وعلا: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَۗ [الأحزاب: 40].


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4252)، وابن ماجه رقم (3952)، وأحمد رقم (22395).