فَجَعَلَهُ
آخِرَ الْمُرْسَلِينَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ،
وَسِرَاجًا مُنِيرًا ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ الْحَكِيمَ، وَشَرَحَ بِهِ
دِينَهُ الْقَوِيمَ، وَهَدَى بِهِ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
****
وقوله صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي
أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا
خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([1])،
وليست الخليقة بحاجة إلى نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ولا إلى كتاب بعد
القرآن، فمن أصول العقيدة اعتقاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأن
مَن ادعى النبوة بعده؛ فهو كافر وكذاب.
«بَشِيرًا»
لأهل الخير، «وَنَذِيرًا» لأهل الشر.
أي: داعيًا إلى شرعه، وإلى دينه، وتوحيده.
«وَسِرَاجًا» يُخرِج الله به من الظلمات
إلى النور، و«منيرًا» للكَون بنور
الإيمان، والهداية، والوحي.
أنزل عليه القرآن الذي هو أعظم الكتب، وهو المهيمن على
الكتب كلها، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وهو
الباقي إلى أن يُرفَع في آخر الزمان قُبَيْل قيام الساعة.
هذا الكتاب الحكيم شرح الله به دينه، فهو الذي بيَّن الدين، قال تعالى: ﴿وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [النحل: 89].
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4252)، وابن ماجه رقم (3952)، وأحمد رقم (22395).
الصفحة 3 / 116