الكبائر، فمن تجنب الكبائر؛ فإن الله يغفر له
الصغائر، وتُكفَّر الصغائر -أيضًا- بالأعمال الصالحة، قال صلى الله عليه وسلم: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ
تَمْحُهَا» ([1]).
وتُكفَّر السيئات الصغائر -أيضًا- بالمصائب التي تصيب
الإنسان في هذه الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ
حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ
اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» ([2])،
فالمصائب كفارات للمسلم، وتُكفَّر بمكفرات أخرى.
والكبائر يقولون في تعريفها:
ما ترتب عليه حدٌّ في الدنيا: كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر، أو عليه وَعِيدٌ في
الآخرة من غضب الله، والنار... إلى غير ذلك، فما عليه وَعِيدٌ في الآخرة؛ فهو كبيرة،
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ
نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا﴾
[النساء: 10].
فالكبيرة إذًا: ما عليه حدٌّ في الدنيا، أو وَعِيدٌ في الآخرة، أو خُتِم بلعنة الله أو غضبه، أو بالوعيد من النار والعذاب، وما عداها فهو من الصغائر، وتُكفَّر بما سبق، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ﴾ [النجم: 32]، اللَّمَم: صغائر الذنوب ﴿إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ﴾ [النجم: 32].
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1987)، وأحمد رقم (21354)، والدارمي رقم (2833).