×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

 الكبائر، فمن تجنب الكبائر؛ فإن الله يغفر له الصغائر، وتُكفَّر الصغائر -أيضًا- بالأعمال الصالحة، قال صلى الله عليه وسلم: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا» ([1]).

وتُكفَّر السيئات الصغائر -أيضًا- بالمصائب التي تصيب الإنسان في هذه الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» ([2])، فالمصائب كفارات للمسلم، وتُكفَّر بمكفرات أخرى.

والكبائر يقولون في تعريفها: ما ترتب عليه حدٌّ في الدنيا: كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر، أو عليه وَعِيدٌ في الآخرة من غضب الله، والنار... إلى غير ذلك، فما عليه وَعِيدٌ في الآخرة؛ فهو كبيرة، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا [النساء: 10].

فالكبيرة إذًا: ما عليه حدٌّ في الدنيا، أو وَعِيدٌ في الآخرة، أو خُتِم بلعنة الله أو غضبه، أو بالوعيد من النار والعذاب، وما عداها فهو من الصغائر، وتُكفَّر بما سبق، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ [النجم: 32]، اللَّمَم: صغائر الذنوب ﴿إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ [النجم: 32].


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1987)، وأحمد رقم (21354)، والدارمي رقم (2833).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5641)، ومسلم رقم (2573).