وَصَفَحَ
لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ عَنْ كِبَارِ السَّيِّئَاتِ، وَغَفَرَ لَهُمْ الصَّغَائِرَ
بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، وَجَعَلَ مَنْ لَمْ يَتُبْ مِنْ الْكَبَائِرِ صَائِرًا
إلَى مَشِيئَتِهِ، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
وَمَنْ
عَاقَبَهُ بِنَارِهِ؛ أَخْرَجَهُ مِنْهَا بِإِيمَانِهِ فَأَدْخَلَهُ بِهِ
جَنَّتَهُ،
****
فالله سبحانه
وتعالى إذا شاء غفر لهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ
وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾
[النساء: 48].
قال تعالى: ﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ
نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا﴾ [النساء: 31]، فهذا أحد المكفرات للصغائر.
وتُكفَّر الصغائر -أيضًا- بالتوبة، وإذا لم يتب ومات
مُصِرًّا عليها، وهي دون الشرك؛ فهو صائر إلى مشيئة الله، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ
وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾
[النساء: 48].
ومَن عاقبه الله على الكبائر في الآخرة؛ فإن الله عز وجل
يُخرِجه من النار، ويُدخِله الجنة، فمصيره إلى الجنة بإيمانه وتوحيده، وأما الكافر
والمشرك فلا طمع له في الجنة، ولا في رحمة الله -والعياذ بالله-، فلا يُخلَّد في النار
إلا المشركون والكفار، وأما عصاة المؤمنين فهم وإن دخلوا النار وعُذِّبوا فيها،
فإنهم يخرجون منها، ويصيرون إلى الجنة.
فقوله: «أَخْرَجَهُ مِنْهَا بِإِيمَانِهِ»، أي: بتوحيده.