×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

وَأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ خَلَقَ الْجَنَّةَ فَأَعَدَّهَا دَارَ خُلُودٍ لأَِوْلِيَائِهِ.

****

صغارًا، كلهم يعطيهم الله الشفاعة يوم القيامة في أهل الإيمان الذين دخلوا النار أن يخرجوا منها، والذين استحقوا دخولها أن لا يدخلوها، يُشفَّعون فيهم؛ فيُخرِجهم الله من النار.

والشفاعة لها شرطان:

الشرط الأول: أن تكون بإذن الله، قال تعالى: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ [البقرة: 255].

الشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه من أهل الإيمان، أما الكفار والمشركون فلا تنفعهم شفاعة الشافعين، قال تعالى: ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ [غافر: 18]، وقال تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: 48].

من أمور الآخرة: الجنة والنار، النار أعدها الله للكافرين، والجنة أعدها الله للمتقين، وهما مخلوقتان الآن، ولا يتأخر خلقهما إلى يوم القيامة -كما يقوله أهل الضلال-، وإنما هما مخلوقتان الآن؛ لأن الله قال: ﴿أُعِدَّتۡ، وهذا فعل ماضٍ؛ فيدل على أنها مُعدَّة ومخلوقة، ومما يدل على هذا -أيضًا-: ما جعل الله للجنة من نفس يجده المؤمنون في الدنيا بالروائح الطيبة، وكذا للنار، وما يجده المؤمنون من شدة الحر والبرد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» ([1])، فالأدلة تدل على وجود الجنة والنار الآن.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (536)، ومسلم رقم (615).