×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

 فيتخلَّون عنه؛ فينفذ فيه ما أراده الله، قال تعالى: ﴿لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٞ مِّنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ يَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ [الرعد: 11]، ولذلك قد يدخل العبد في مخاطر، وفي أرض هوام وسِباع، وأرض ثعابين، فلا يصيبه شيء؛ لأن معه ملائكة يحفظونه بأمر الله عز وجل، وهؤلاء يُسمَّون المُعقِّبات.

ومنهم: ملائكة مُوكَّلون بقبض الأرواح، ورئيسهم ملك الموت، قال تعالى: ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ [السجدة: 11]، وله أعوان من الملائكة على قبض الروح وسياق الروح من الجسد، ثم إذا اجتمعت أخذها ملَك الموت فقبضها، قال تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا، أي: الملائكة، ﴿وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ [الأنعام: 61].

ومنهم: الملَك المُوكَّل بالنفخ في الصور، وهو إسرافيل، ينفخ في الصور، يصعق مَن في السماوات ومَن في الأرض فيموتون، ثم ينفخ فيه مرة أخرة؛ فيحيون، فهذه نفخة البعث، قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ [الزمر: 68].

ومنهم: الملَك المُوَكَّل بالوحي، وهو جبريل عليه السلام.

ومنهم: الملَك المُوَكَّل بالقَطر، وهو ميكائيل عليه السلام.

ومنهم: مَن ينفذ أوامر الله في السماوات والأرض إذا أمر بالأمر، فإن الملائكة تنزل به إلى حيث شاء الله عز وجل، وتنفذه في الكون، فكل فريق منهم له عمل خاص مُوَكَّل به.


الشرح