×
بُحُوثٌ فِقْهيَّةٌ في قضايا عصرية

وَهذا أَوْلى لوُجُوه:

أَحَدِها: أَنه نصَّ سبحانه على تحريم ما لم يُذْكَرْ عليه اسمه، وَنهى عن أَكْله وَأَخْبرَ أَنه فِسق.

وَهذا تنبيه على أَن ما ذُكِرَ عليه اسم غيره أَشَدُّ تحْرِيمًا وَأَوْلى بأَن يكون فِسقا.

الثَّاني: أَن قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ [المائدة: 5]، قد خَصَّ منه ما يَستحِلونه من الميْتةِ وَالدَّم وَلحْم الخِنزِيرِ، فَلأَن يَخُصَّ منه ما يَستحِلونه مما أُهِلَّ به لغَيْرِ الله من باب أَوْلى.

الثَّالثُ: أَن الأَصْل في الذبائح التحريم إلاَّ ما أَباحَه الله وَرَسوله،

 فَلوْ قدِّرَ تعَارض دَليليِ الحَظْرِ وَالإِباحَةِ لكَان العَمل بدَليل الحَظْرِ أَوْلى لثَلاثَةِ أَوْجُه:

أَحَدِها: تأْيُّدِه بالأَصْل الحَاضرِ.

الثَّاني: أَنه أَحْوَطُ.

الثَّالثُ: أَن الدليليْن إِذَا تعَارَضا رُجِعَ إِلى الأَصْل، وَالأَصْل هنا هو التحْرِيم.

وَقدْ حَرَّم سبحانه ما ذُبحَ لغَيْرِ الله وما سميَ عليه غير اسم الله وَإِن قصَدَ به اللحْم لا القرْباَن، فَقدْ لعَن النبي صلى الله عليه وسلم من ذَبحَ لغَيْرِ الله، وَنهى عن ذبائح الجِن، وَكَانوا يَذْبحُون للجِن، بل حَرَّم الله ما لم يُذْكَرْ عليه اسمه مطْلقًا كَما دَل على ذلك الكتاب والسنة في غير موْضعٍ، وقد قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ [الكوثر: 2] أَيِ انحَرْ لرَبكَ وَحْدَه.

كَما قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأنعام: 162] وَقدْ قال إِبرَاهيم وَإِسماعِيُل إِذْ يَرْفَعَان القوَاعِدَ من البيْت


الشرح