المقدمة
حراس العقيدة
الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبين، وعلى آله وصحابته والتابعين
لهم بإحسان يوم الدين.
أما بعد: فأنّ الله سبحانه أقام على عقيدة المسلمين حراسًا أمناء من العلماء الراسخين في العلم. لمِّا تكالب الأعداء يريدون إفساد عقيدة المسلمين بالشُّبه، والتشكيك من الكفار والملاحدة والمنافقين، وأصحاب النحل الضالة من الفرق المنحرفة عن منهج السلف الصالح، من جهمية، ومعتزلة، وشيعة باطنية، وغير باطنية، وقدرية، وخوارج، ومرجئة، وصوفية، وقبورية. فقام هؤلاء العلماء الرَّبانيون ببيان العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة، وما عليه السلف الصالح من هذه الأمة، ورد الشبه والانحرافات التي أدلى بها هؤلاء الخصوم الأعداء. فردَّ الله كيدهم في نحورهم، ورجعت سهامهم إلى صدورهم. وبقيت العقيدة الصحيحة محمية الجانب، واضحة المعالم، من خلال ما دونه هؤلاء الأئمة من كتب ورسائل مختصرة ومطولة. يتدارسها المسلمون جيلاً بعد جيل، ومن هؤلاء الأئمة الرَّبانين: شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد عبدالله بن قدامه الحنبلي، بما كتبته ودونه في كتابه هذا «لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد»، وكنتُ قد درَّست هذا الكتاب وسجلتُ تلك الدروس في أشرطة. ثمَّ قام أحد الإخوة بارك الله فيه بتفريغها، وترتيبها، وعرضها علىِّ، فقمتُّ بتصحيحها،