×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ومن السنة قول النَّبي صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا».

*****

يكره بعض الأَعمَال ويكره بعض الأشخاص، والمخلوق يكره أيضًا ولكن مع الفرق بين كراهة المخلوق وكراهة الخالق سبحانه وتعالى كسائر الصِّفَات.

هذا الحديث الصَّحِيح في النزول، حديث مشهور جاء من عدة طرق عن جماعة من الصحابة: «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآْخِرُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟» ([1]) ولذلك يُستحب أن يكون الإِنسَان في هذه السَّاعَة، أي: في ثلثِ الآخرِ أن يكون مستيقظًا يدعو الله جل وعلا ويتهجد ويستغفر، حتَّى يحوز على هذه المنقبة العظيمة، فإنه وقت إجابة: «هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟» فإذا وافق العبد هذه السَّاعَة يتضرع بين يدي ربه ويستغفر ويسأل ويتوب إلى الله؛ فإن الله يعطيه ما طلب.

وهذا الحديث ثابتٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كلام في ثبوته ولا مَطعن في سنده، وفيه وصف الله جل وعلا بالنزول إلى سماء الدُّنيَا، فهو حديث عظيم نثبته كما جاء، وأن الله ينزل كما وصف نفسه بذلك، ولكن لا نتعرض لكيفيته فنقول: كيف ينزل؟ ولا نتعرض له كسائر الصِّفَات لا نتعرض لكيفيتها، فالله ينزل كما يشاء سبحانه وتعالى وكيف يشاء، استوى على العَرْش كيف شاء، فنحن لا نبحث في كيفية النزول وإنما نُثْبِتُ النزول، ونَكِلُ كيفيته إلى الله جل وعلا.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (7494)، ومسلم رقم (758).