كلُّهم
متفقون على الإقرار والإمرار، والإثبات لما ورد من الصِّفَات في كتاب الله وسنة
رسوله، من غير تعرض لتأويله.
وقد
أُمرنا باقتفاء آثارهم، والاهتداء بمنارهم. وحُذرنا المُحدثات، وأُخبرنا أنها
الضلالات؛
*****
«على الإقرار
والإمرار» الإقرار بها وإمرارها كما جاءت من غير تعرض لتأويلها وتحريفها، وإنما
يُمرونها كما جاءت على ألفاظها ومعانيها، ولا يعترضون عليها، هذه طريقة السلف ومن
سار على نهجهم من الخلف من أئمة الهدى.
الاقتفاء لآثارهم في
الدين، قال الله تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [التوبة: 100]. قال صلى الله عليه
وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» ([1]) هذا أمر باقتفاء
آثارهم والسير على منارهم، والمنار: هو العلامات التي تكون على الطريق يستدل بها
السالك.
«حُذرنا من المُحدثات» وذلك بقول الرَّسُول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2]) هكذا حذر النَّبي صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
الصفحة 1 / 304