الكلام
في أُمَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وأصحابه أمته خير الأمم، وأصحابه خير أصحاب
الأَنبِيَاء
****
«أمته صلى الله عليه
وسلم خير الأمم» كما قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ
جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا﴾ [البقرة: 143]، يعني: عدولاً خيارًا ﴿لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ
عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ﴾ [البقرة: 143] فهذه الأمة تُستشهد يوم
القِيَامة على الأمم أنها قد بلغتها أنبياؤها الرسالة، فيشهدون أن الرُّسل قد
بلغوا أممهم.
وما الذي أدراهم
بذلك؟ قرأوا هذا في كتاب الله وعلموه من الوحي المنزّل، ثم يشهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم لهذه الأمة ويزكيها ﴿لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ
عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ﴾ [البقرة: 143]، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ
مِن قَبۡلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيۡكُمۡ وَتَكُونُواْ
شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ} [الحج: 78] وهذا لفضلهم، وقبول
شهادتهم عند الله على جميع الأمم، وهذا يدل على فضلهم وزكائهم وإِيمَانهم بالله عز
وجل وقال تعالى: ﴿كُنتُمۡ
خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ
عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110]، هذه شهادة من الله
على خيرية هذه الأمة، ثم ذكر صفاتهم: ﴿تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110] فأمته خير الأمم.
أصحاب الرَّسُول مُحمَّد صلى الله عليه وسلم هم خير أتباع الأَنبِيَاء، والأصحاب: جمع صاحب وصحابي، والصحابي: هو من لقي النَّبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك، يخرج بذلك من آمن بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم
الصفحة 1 / 304