ولا
يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم يخرج عن تقديره ولا يصدر إلاَّ بتدبيره، ولا
محيد لأحد عن القدر والمقدور، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور .
عقيدة
أهل السنة والجماعة في أفعال العباد: أراد ما العالم فاعلوه
****
كل مخلوق فإنه لا
بُدَّ أن يقع ما قدره الله عليه من خير أو شر، من صلاح أو فساد، من كفر وإِيمَان،
من طاعة ومعصية، هذا في الأَفعَال، وكذلك الأقدار التي تجري عليهم بغير اختيارهم،
مثل المرض والصحة والغنى والفقر، هذه بغير مشيئتهم وغير إرادتهم، وإنما هي من الله
سبحانه وتعالى، أما أفعالهم فإنها بمشيئتهم وإرادتهم، هم يفعلونها وهم يتركونها
وهم يحبونها وهم يبغضونها وهم يريدونها، فهي بإرادتهم ومشيئتهم وأفعالهم
واختيارهم، ولا يمنع أن يكون هذا خلق الله جل وعلا الله خلقهم وخلق قدرتهم وخلق
مشيئتهم، وخلق إرادتهم وخلق أفعالهم.
أراد الله جل وعلا ما العالم فاعلوه، لا يخرج شيء عن إرادته سبحانه، هذا في الإرادة الكونية العامة لكل شيء: الخير والشر، والكفر والإِيمَان، والطَّاعَة والمعصية، أما الإرادة الشرعية فإنها إنما تختص بالطاعات فقط، ولهذا يقول سبحانه وتعالى: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة: 185] ﴿وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 27] فالإرادة نوعان: إرادة كونية، وهذه يدخل فيها كل شيء من الخير والشر، والطَّاعَة والمعصية، والكفر والإِيمَان، كل ذلك إرادة الله كونًا.
الصفحة 1 / 304