وبينوا المراد منها،
لكن هَؤُلاءِ يقطعون هذا عن هذا: ﴿وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ﴾ [البقرة: 27] هذه طريقة أهل
الزَّيغ في كل زمانٍ ومكانٍ، يَفصِلون كلام الله بعضه عن بعض، وكلام الرَّسُول
بعضه عن بعض، ويقولون: نحن نستدل بكلام الله وكلام رسوله!. نقول: لا، لم تستدلوا
بكلام الله وكلام رسوله، لو استدللتم بكلام الله وكلام الرَّسُول لأرجعتم المتشابه
إلى المُحكَم، أمَّا أنكم تأخذون بطرف وتتركون الطرف الآخر فهذا ليس استدلالاً
بكلام الله ولا بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ﴾ [آل عمران: 7] هذه طريقة أهل الزَّيغ
دائمًا وأبدًا، نسأل الله العافية.
أنواع التأويل:
النوع الأول: أن المراد بالتأويل التفسير وبيان المعنى، وهذا هو المعروف عند المتقدمين كابن جرير وغيره، يسمون التفسير بالتأويل، فعلى هذا المعنى يكون الراسخون في العلم معطوفين على لفظ الجلالة؛ ﴿وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ} [آل عمران: 7] أي: تفسيره ﴿إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ﴾ [آل عمران: 7] أي: والراسخون في العلم يعلمون ذلك بخلاف غير الراسخين في العلم فإنهم لا يعلمون معنى المُحكَم والمتشابِه، وهذه قراءة لبعض القراء أن الوقف على قوله تعالى: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ﴾ [آل عمران: 7] فيكون الله جل وعلا يعلم ما أنزل والراسخون في العلم يعلمون ذلك بما علمهم الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم ورثة الأَنبِيَاء، وأما من دونهم من المتعلمين والمبتدئين فإنهم لا يصلون إلى هذه الدرجة.
الصفحة 1 / 304