قال
تعالى: ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ
مُشۡفِقُونَ﴾ [الأنبياء:
28] ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين.
والجنة
والنَّار مخلوقتان ولا تفنيان
****
فهَؤُلاءِ الذين
يتوجهون للقبور ويطلبون الشَّفاعَة من الأَموَات، ويستغيثون بهم، ويذبحون لهم،
وينذُِرون لهم، ويتبركون بتربتهم، فعلهم هذا هو الشرك الأكبر الذي جاءت الرُّسل
بإنكاره، وشُرع الجهاد في سبيل الله من أجل إزالته، فالقبور لا يُطلب منها شيء،
وإنما المشروع في القبور زيارتها من أجل الاعتبار والدُّعَاء للأَموَات
المُؤْمنِين، هذا هو المقصود، أما أن تُزار من أجل طلب الشَّفاعَة أو طلب الغوث أو
طلب الرزق أو الولد أو كف شر الأعداء، فهذا هو الشرك الأكبر، والذنب الذي لا يُغفر
إلاَّ بالتوبة، وهذا هو شرك الأولين الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18].
يعني: الملاَئكَة،
هذا فيه إثبات الشَّفاعَة للملاَئكَة، وأنها لا تكون إلاَّ برضا الله جل وعلا
ورضاه عن المشفوع فيه بأن يكون من أَهْل التَّوحِيد، أما الكافر فإنه لا يرضى الله
عنه.
فكون الكافر لا
تنفعه شفاعة الشافعين دل على أنها تنفع المُؤْمنِين بالشروط التي ذكرها الله
سبحانه وتعالى.
مما يكون في يوم
القِيَامة: الجنة والنَّار، وهما الداران الباقيتان، الجنة دار المتقين والنَّار
دار الكافرين، وهما مخلوقتان الآن ليس معناه أنهما تُخلقان يوم القِيَامة، بل هما
مخلوقتان الآن، كما قال
الصفحة 1 / 304