×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وقوله: «يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ قَتَلَ أَحَدُهُمَا الآْخَرَ، ثُمَّ يَدْخُلاَنِ الْجَنَّةَ»  فهذا وما أشبهه مما صح سند

*****

الفرق بين العجبين: عجب الخالق، وعجب المخلوق.

هذا أيضًا حديث صحيح: «يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ» ([1]) فيه وصف الله بأنه يضحك، والمخلوق يضحك أيضًا لكن مع الفرق بين ضحك الله سبحانه وتعالى وبين ضحك المخلوق.«يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ: يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآْخَرَ، كِلاَهُمَا يَدْخُلان الْجَنَّةَ» وقد جاء تفسير ذلك بأن هذا الرجل القاتل كان على الكفر والمقتول كان مؤمنًا، فالكافر قتل المؤمن، ثم تاب الله على هذا الكافر فأسلم فدخل الجنة، فاجتمع هو والقتيل في الجنة؛ لأنه تاب فتاب الله عليه. فهذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى يضحك من هذا الأمر العظيم.

فهذا الذي ذُكر في هذه الأحاديث من هذه الصِّفَات وما أشبهها من الأحاديث الأخرى التي فيها صفات الرب جل وعلا مما صح سنده، فلا بُدَّ أن يكون سنده صحيحًا، والحديث الصَّحِيح هو ما رواه عَدل تام الضبط عن مِثله من بداية السند إلى نهايته مع السَّلامة من الشذوذ والسَّلامة من العلل، هذا هو الصَّحِيح، ما توفر فيه هذه الشروط الخمسة.

فإذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه صفة من صفات الله جل وعلا أو خبر عن الله جل وعلا فإنه يجب الإِيمَان به واعتقاده، سواء كان متواترًا أو كان آحادًا؛ لأنه يفيد العلم واليقين، لا كما يقول أهل الضلال: إن


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2826)، ومسلم رقم (1890).