وعُدِّلت
رواته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده.
*****
خبر الآحاد ولو صح يفيد الظن! وهذا لتلوث أفكارهم
بعلم الكلام وعلم المنطق، ولو صحت أفهامهم وإِيمَانهم لما قالوا هذه المقالة في
أحاديث الرَّسُول صلى الله عليه وسلم. أما ما لم يصح سنده فهو حديثٌ ضعيف،
والقُدامى الحديث عندهم ينقسِمُ إلى قسمين: صحيح أو ضعيف، والحسن داخل عندهم في قسم
الصَّحِيح، إنما قُسم الحديث إلى ثلاثة أقسام: صحيح وحسن وضعيف في عهد المتأخرين
من أهل الحديث، ويقولون: أول من ذكر هذا الإمام الترمذي رحمه الله وإلا فالأقدمون
عندهم الحديث ينقسم إلى صحيح - ويدخل فيه الحَسن - وإلى ضعيف، والضعيف لا يدخل في
باب العقائد إلاَّ إذا كان يستند إلى أدلة أخرى.
قد يقول قائل: هذه
الأحاديث التي ذكرها المؤلف فيها شيء ضعيف؛ فنقول: هذه ما ذكرها المؤلف إلاَّ أنها
تعتضد بأدلة صحيحة، وتدخل تحت أصل، والضعيف إذا كان يدخل تحت أصل صحيح يُستأنس به،
أما إذا لم يستند إلى أصل صحيح فإنه لا يُستدل به في باب العقائد.
«عُدِّلت رواته» هذا داخل فيما صح
سنده؛ لأنه لا يكون صحيحًا إلاَّ إذا عُدِّلت رواته، وهو هنا من باب التأكيد
والترابط.
«نؤمن به» نعتقده «ولا نرده» بخلاف أهل الضلال الذين يردون ما صح عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ويقولون: إنه لا يفيد العلم بناء على قواعدهم المنطقية الكلامية التي ابتدعوها، فنحن لا نعمل عملهم بل نبرأ منهم ومن عملهم، نؤمن به ونعتقد ما دل عليه، ولا نرده كما يرده هَؤُلاءِ «ولا نجحده» نجحده بأن ننفي ما دل عليه من الأسماء