×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ومن ذلك أن مَلَكَ الموت لمّا جاء إلى مُوسَى عليه السلام؛ ليقبض رُوحَه - لَطَمَهُ، ففقأَعينَه، فرجع إلى ربه، فردّ عليه عينه.

ومن ذلك أشراطُ السَّاعَة

****

ومن الأخبار التي يجب التصديق بها: قصة مُوسَى مع ملَك الموت، وهو مُوسَى بن عمران عليه السلام كليم الله. جاءه ملَك الموت في صورة رجل - ابتلاءً وامتحانًا - فأخبره أنه سيقبض رُوحَه في صورة رجل، فلَطَمه مُوسَى؛ لأن مُوسَى عليه السلام كان غَيورًا، فلطمه يعني ضربه على وجهه فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فذهب مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ، وَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لاَ يُرِيدُ الْمَوْتَ، فَرَدَّ اللهُ علَيْهِ عَيْنَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى جِلْدِ ثَوْرٍ، فَمَا أَصَابَتْ مِنِ جِلْدِ الثَّوْرِ فَلَهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَةٌ يَعِيشهَا» فَجَاء إلى مُوسَى مَرَّة ثَانِية، وأَخْبَره بِمَا قَال الله جل وعلا فَقَال: «وَبَعْدَ ذَلِكَ» قَالَ: الْمَوْت، قال: «إذًا الآْنَ يَا رَبِّ» ([1]) يعني مادام أنه لا بُدَّ من الموت فمن الآن يا رب، فقَبَضَ رُوحَه عليه الصلاة والسلام، لمّا علم أنه ملَك الموت، وأنه رسول الله إليه - استسلم عليه الصلاة والسلام، أما في الأول فلم يدر أنه ملَك الموت.

ومن ذلك من أخبار الغيب المستقبلة التي يجب الإِيمَان بها: «أشراط السَّاعَة»، والأشراط جمع شَرط وهو العلامة. قال الله تعالى: ﴿فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ [محمد: 18]، أي: علامات قيامها، وقُرْب حدوثِها ﴿فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ} [محمد: 18] إذا قامت السَّاعَة فليس لهم مجال للإِيمَان والتصديق حينذاك، ولا يُقبل منهم توبة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1339)، ومسلم رقم (2372).