والصِّراط
حق، يجوزه الأبرار، ويَزِل عنه الفجار.
ويشفع
نبينا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم
****
كذلك من أَعمَال يوم
القِيَامة وأهوالها: الصِّراط والمرور عليه، والصِّراط: هو القنطرة والجسر المضروب
على متن جهنم، يعبر عليه النَّاس كلهم ولا يحملهم عليه إلاَّ أَعمَالهم، فمنهم من
يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كالريح بسرعتها حسب قوة أَعمَالهم، ومنهم من يمر
كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدوًا على قدميه، ومنهم
من يمشي مشيًا، ومنهم من يزحف زحفًا، كل ما ضعفت الأَعمَال ضعف المرور، ومنهم من
يُخطف فيلقى في جهنم بأن تعجز أَعمَاله عن حمله على الصِّراط فيقع في جهنم ([1]) - والعِيَاذ باللهِ
- وهذا كما في قوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ
لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا ٦٨ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمۡ أَشَدُّ عَلَى
ٱلرَّحۡمَٰنِ عِتِيّٗا ٦٩ ثُمَّ لَنَحۡنُ أَعۡلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمۡ أَوۡلَىٰ بِهَا صِلِيّٗا ٧٠ وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا﴾ [مريم: 68- 71].
﴿وَإِن مِّنكُمۡ﴾ [مَريَم: 71] هذا يشمل المُؤْمنِين والكفار ﴿إِلَّا وَارِدُهَاۚ﴾ يعني: جهنم، وهذا
الورود هو المرور على الصِّراط: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا
جِثِيّٗا﴾ [مَريَم: 72] يتساقطون في النَّار -
والعِيَاذ باللهِ -.
الشَّفاعَة: هي في اللغة الوساطة بالخير، هذه هي الشَّفاعَة، وقد تكون وساطة في الشر، كما قال تعالى: ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ
الصفحة 1 / 304