وقال
الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه : [عليك بآثار من سلف وإن رفضك النَّاس،
وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول .
*****
المحسِّر وهو الغالي، وبين
المقصِّر وهو الجافي، وهم على هدى مستقيم، هدى بين ضلالتين، وحق بين باطلين، هذه
طريقة السلف بين الغالي والجافي، ودين الله بين الغالي والجافي، دين الاعتدال
والاستقامة، وهو الذي أمرنا الله أن نسأله أن يهدينا إليه: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] المعتدل بين الغالي
والجافي.
الإمام أبو عمرو عبد
الرحمن الأوزاعي هو إمام أهل الشام رحمه الله.
التزم بآثار من سلف
من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة «وإن رفضك النَّاس» يعني: إذا انتقدك
النَّاس في اتباعك للسلف، إذا انتقدوك وجَفَوْك لا تلتفت إليهم ولا تعبأ بذمِّهم؛
لأنك على حق، وما دمت على حق فالحمد لله، لا تريد أنت أَرضاء النَّاس ومدح
النَّاس، وإنما تريد أَرضاء الله سبحانه وتعالى وتريد الحق، والحق لا شك أنه في
اتباع السلف، فإذا رأيت من يصفك بالجمود ويصفك بالتخلف والرجعية إلى آخره،
وبالعصور الوسطى وبكلام من هذا القبيل لا تلتفت إليهم أبدًا؛ لأنك على الحق وهم
على الباطل فلا يَهُمُّونك.
هذا تحذير من أن تترك هدي السلف وتأخذ بآراء الرجال التي أُحدثت من بعدهم. «وإن زخرفوه» الزخرفة: التزيين، وأصل الزُّخرف: الذهب ﴿وَلَوۡلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ لَّجَعَلۡنَا لِمَن يَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ
الصفحة 1 / 304