لِبُيُوتِهِمۡ سُقُفٗا مِّن
فِضَّةٖ وَمَعَارِجَ عَلَيۡهَا يَظۡهَرُونَ ٣٣ وَلِبُيُوتِهِمۡ
أَبۡوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيۡهَا يَتَّكُِٔونَ ٣٤ وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 33- 35] فهم يزخرفون
مقالاتهم ويزينونها حتَّى تظهر كأنها حق، كما قال الله سبحانه في أمثالهم: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ﴾ [الأنعام: 112] فيأتيك كلامهم
مزخرفًا على أنه براهين عقلية وأدلة يقينية وأن وأن...إلخ.
وقد يكون عندهم
فصاحة وبلاغة يجذبون بها السامع، ولكن ما داموا ليسوا على هدي السلف لا تلتفت إليهم
ولا تعبأ بكلامهم؛ لأنه زُخْرفٌ،
والشاعر يقول:
في زُخْرُفِ القول
تزيينٌ لباطله *** والحق قد يعتريه سوء تعبير
فَزُخْرُفِ القول
يُزينُ الباطل عند النَّاس، لكن البصير ينظر في الحقائق ولا ينظر إلى المظاهر. فما
دام أن هذا الكلام لم يقله السلف الصَّالِح في هذا الباب - باب الأسماء والصِّفَات
- فاعلم أنه باطل، وإن تزين بالألفاظ وحُسن النطق، فلا تعبأ به ما دام أنه مخالف
لهدي السلف الصَّالِح، وهذا ينطبق على علم الكلام وعلم المنطق الذي زوقوه وزخرفوه
وسَمَّوه براهين عقلية وقواعد يقينية! إلى آخر ما يقولون فلا تلتفت إليه.
كيف تعادل قواعد المنطق وعلم الكلام بكلام رب العالمين وكلام الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الصَّالِح؟! كيف يعادل هذا بهذا؟!.