×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ومباينتهم ، وترك الجدال والخصومات في الدين

****

أن ننبه على الخطأ ليجتنبه النَّاس وليتوب المخطئ إلى الله عز وجل إذا أراد الله به خيرًا، أما أن تُذكر حسناته ومزاياه فهذا يهوّن البدعة عند النَّاس.

«ومباينتهم» يعني: مفارقتهم وعدم مصاحبتهم ومجالستهم من أجل أن يَحْذَرهم النَّاس ومن أجل أن يخجلوا هم، ويكونوا ضعفاء في المجتمع، كما كان ذلك في عهد القرون المفضلة، كان المبتدِعة مغمورين لا قيمة لهم، ولا يُؤْبَه بهم، وإنما ظهروا بعد مضي القرون المفضلة.

كذلك من السنة «ترك الخصومات في الدين» الدين - ولله الحمد - واضح بيّنه الله ورسوله، والواجب علينا الامتثال والعمل، ولا نتخاصم في أمور العبادات وأمور الدين، ونناقش لماذا شرع الله كذا؟ ولماذا أمر الله بكذا؟ وما هي الفائدة في كذا؟ كما يفعل بعض النَّاس، يُمضون وقتهم في هذه الأمور: لماذا كذا؟ ولماذا كذا؟ ما الحكمة في كذا؟ كأنه عنده شك! فالواجب الامتثال، إذا صح الدليل عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فواجب علينا الامتثال وترك الجدال والخصومة: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا [الأحزاب: 36]، إن عَرَفت الحكمة فالحمد لله، وإن لم تعرفها فلست بمكلف بالبحث عن الحكمة، أنت مكلف بمعرفة الدليل، وما دام قد عرفت الدليل وجب عليك الامتثال، ولا يتوقف امتثالك على معرفة الحكمة.

هذا سبيل المؤمن، أما سبيل أهل الشك وأهل الضلال فهو الجدال والخصومات والنقاش مع أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وإضاعة الوقت 


الشرح