×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

فصل

والإِيمَان قولٌ باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بِالْجَنَانِ، يزيد بالطَّاعَة وينقص بالعصيان.

****

لما انتهى المصنف رحمه الله من مباحث القَضَاء والقَدَر، انتقل إلى تعريف الإِيمَان. والإِيمَان في اللغة: التصديق على أمر غائب مخبر عنه، مع ائتمان المخبر. سُمّيَ التصديق بذلك إِيمَانا؛ لأنه ائتمان للمخبر؛ لأنه يخبر عن شيء لا نراه، فنحن نصدقه ونؤمن به، يعني: نأمنه على هذا الخبر إذا توفرت فيه الثقة، كأنْ يخبرك أحد ما: أن في البلد الفلاني كذا وكذا، أنت لم تذهب إليه ولا رأيته، لكن تصدق هذا المخبر، وتأتمنه علي هذا الخبر؛ هذا يسمى إِيمَانا في اللغة.

أما الإِيمَان في الشرع، فهو: حقيقة شرعية؛ لأن الحقائق عند الأصوليين ثلاث: حقيقة شرعية، وحقيقة عرفية، وحقيقة لغوية. فتعريف الإِيمَان من هنا: هو من الحقيقة الشرعية لا من الحقيقة اللغوية ولا العرفية، مثل الصَّلاة، في اللغة: الدُّعَاء، مجرد الدُّعَاء صلاة في اللغة، لكن في الشرع هي أكثر من ذلك. هي: الصَّلاة المعروفة المبتدَأة بالتكبير، المختتمة بالتسليم، أقوال وأفعال مفتتَحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، هذه هي الصَّلاة في الشرع، وكذلك الصيام، وكذلك الزكاة، وكذلك الحج، كلها حقائق شرعية، فالإِيمَان حقيقة شرعية.

«فهو قول باللسان»: وهو النطق بالشهادتين والذكر، والتسبيح والتهليل، «واعتقاد بالقلب»: بأن يصدق قلبك ما ينطق به لسانك.


الشرح