فصل: في أن القُرْآن كلام الله حقيقة
ومن
كلام الله سبحانه القُرْآن العظيم
*****
ذكر المؤلف رحمه
الله أن من صفات الله جل وعلا الكلام، فهو صفة فعلية يتكلم سبحانه وتعالى متى شاء
وبما شاء بكلام يُسمع، سمعه جبْرِيل وبلغه للنبي صلى الله عليه وسلم وسمعه مُوسَى
عليه الصلاة والسلام بدون واسطة.
وذكر المؤلف رحمه
الله هذا مبسوطًا، وذكر الآيات الدالة على ذلك من كتاب الله سبحانه وتعالى، فهو
يتكلم جل وعلا بكلام حقيقي يُسمع وبحرف وصوت يُسمع ويُتلى ويُقرأ ويُكتب، ويتكلم
إذا شاء سبحانه وتعالى.
وكلامه قديم النوع حادث الآحاد، فلا يجوز إطلاق القول بأن كلام الله قديم مطلقًا، بل يقال: إن كلام الله قديم النوع، ولكنه حادث الآحاد بمعنى أنه يتعلق بالمشيئة، فهو يتكلم إذا شاء سبحانه وتعالى وبما شاء، ومن ذلك القُرْآن، فهو من أفراد كلام الله جل وعلا؛ لأن كلام الله جل وعلا لا يحصيه إلاَّ هو، يخلق ويرزق ويدبر بالكلام: ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيًۡٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [يس: 82] فلا يحصي كلامه إلاَّ هو سبحانه وتعالى: ﴿قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدٗا﴾ [الكهف: 109]، ﴿وَلَوۡ أَنَّمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَٰمٞ وَٱلۡبَحۡرُ يَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦ سَبۡعَةُ أَبۡحُرٖ مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَٰتُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ﴾ [لقمان: 27] فهو جل وعلا يتكلم بما يشاء، يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويدبر بلا بداية ولا نهاية، ولا يعلم ويحصي كلامه سبحانه وتعالى إلاَّ هو.
الصفحة 1 / 304