قال الله تعالى: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ
ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ
دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5]،
****
القول الرابع: قول من يقول:
الإِيمَان مجرد النطق باللسان فقط، وهذا قول الكَرَّامِيَّة، ويلزم على هذا أن المنافقين
مُؤْمنُون؛ لأنهم يشهدون أن لا إله إلاَّ الله، وأن مُحمَّدا رسول الله. هذه أقوال
فرق المرجئة في الإِيمَان، وكلها خطأ وضلال، والحق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة
أن الإِيمَان: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطَّاعَة وينقص
بالمعصية.
من الأدلة على أن الإِيمَان قول واعتقاد وعمل، وأنه يزيد بالطَّاعَة وينقص بالمعصية - قوله تعالى: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5]، دلت هذه الآية على أن الإِيمَان قول وعمل واعتقاد؛ لأن الله سمى هذه الأشياء دين القيمة، والدين والإِيمَان بمعنى واحد، ودين القيمة: يعني الملة، المستقيمة. فجعل عبادة الله، والإخلاص له، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، جعل هذه الأمور ومنها ما هو اعتقاد ومنها ما هو نطق ومنها ما هو عمل.
الصفحة 1 / 304