فجعل
عبادة الله، وإخلاص القلب، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، كله من الدين. وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً،
أَعْلاَهَا لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ
الطَّرِيقِ» فجعل القول والعمل من
الإِيمَان. وقال تعالى: ﴿فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ [التوبة:
124]، وقال: ﴿لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا﴾ [الفتح: 4]
****
وكذلك هذا الحديث «الإِْيمَانُ
بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً» أي: خَصْلَةٌ، «أَعْلاَهَا قول: لاَ إِلَهَ
إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ,وَالْحَيَاءُ
شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([1]) فجعل هذه الأمور من
شعب الإِيمَان، وهي قول: لا إله إلاَّ الله، هذا قول، وإماطة الأذى عن الطريق،
عمل، والحياء شعبة من الإِيمَان، اعتقاد؛ لأن الإِيمَان من أَعمَال القلوب، فجعل
الإِيمَان هو الأقوال، وأَعمَال القلوب، وأَعمَال الجوارح. فدل على ما قاله أهل
السنة والجماعة: إن الإِيمَان قول وعمل واعتقاد، ودل الحديث على أن للإِيمَان
مرتبة أعلى ومرتبة أدنى، فدل علي أنه يزيد وينقص.
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ [التوبة: 124] هذه الآية دليل على أن الإِيمَان يزيد وأنه ليس
شيئًا واحدًا كما يقوله المرجئة، وإنما هو شيء يتفاوت يزيد وينقص وقوله: ﴿فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا﴾ [التوبة: 124] صريح في أن الإِيمَان يزيد بسبب القُرْآن وسماعه
والعمل به.
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ﴾ [الفتح: 4] وذلك في قصة الحديبية، وما جرى فيها من الامتحان
([1]) أخرجه: البخاري رقم (9)، ومسلم رقم (35).