للمُؤْمنِين، وأن الكفار منعوهم من أداء العمرة ودخول مكَّة، ولكن الله جل وعلا أنزل السكينة في قلوبهم، استسلموا لأمر الله ورسوله، وخضعوا للصلح مع الكفار مع أنهم لا يريدونه، ولكن خضعوا له؛ طاعةً لله وطاعةً لرسوله صلى الله عليه وسلم، وهم يكرهون الصلح ويريدون دخول مكَّة. وقد جعل الله في هذا الصلح خيرًا للمُسْلمِين، وذلة على الكافرين، فجعل عاقبته خيرًا، ومن أعظم ما أنتج هذا الصلح أن الحرب وضعت. أوزارها بين المسلين والكفار، فحصل للمُسْلمِين تنفس، وهاجر من هاجر إلى المدينة بدون أذى، ودخل في الإِسْلاَم من يريد الدخول فيه، ولم يلق من يصده بسبب هذا الصلح. وفي النِّهايَة حصل الفتح المبين فتح مكَّة المشرفة، ودخولها في ولاية المُسْلمِين ونزع يد الكفار عنها، كل هذا من ثمرات هذا الصلح العظيم الذي كرهه المُسْلمُون، ولكن الله جعل عاقبته خيرًا لهم، وانقاد المُسْلمُون لحكم الله ورسوله، وأنزل الله السكينة في قلوبهم؛ فلم يحصل منهم مخالفات أو تصرفات بسبب حماسهم، وأنزل الله جل وعلا في قلوبهم السكينة، فهدءوا وسكنوا وانقادوا، وإن كان كثير منهم لا يرضَوْن بهذا الصلح؛ لأنهم يعتبرونه وضيعة على المُسْلمِين، ولا يعلمون أن الله جعله عِزًا للمُسْلمِين، وإنّ عاقبته كانت خيرًا للمُسْلمِين؛ فدل هذا على أن الذي يستسلم لحكم الله ورسوله، وينقاد له - أن إِيمَانه يزيد بذلك.