×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

فصل في الإِيمَان بالقدَر

ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد، لا يكون شيء إلاَّ بإرادته .

*****

هذا دخول في صفة ثانية من صفات الله، وهي: القَضَاء والقَدَر، وأن الله سبحانه وتعالى قضى وقدر كل ما يقع في هذا الكون من أوله إلى آخره، لا يكون في ملكه ما لا يريد سبحانه وتعالى، كل شيء بقضائه وقدره وإرادته ومشيئته وخلقه وإيجاده سبحانه وتعالى، وذلك أن الإِيمَان بالقَضَاء والقَدَر هو أحد أركان الإِيمَان الستة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَان: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).

قوله: «وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» هذا دليل على أن الإِيمَان بالقَضَاء والقَدَر من أركان الإِيمَان الستة ومن أصول الإِيمَان، فمن جحده جحد ركنًا من أركان الإِيمَان وأصلاً من أصول الإِيمَان.

والإِيمَان بالقَضَاء والقَدَر أربع مراتب:

المرتبة الأولى: أن الله علم ما كان وما يكون في علمه الأزلي الذي هو موصوف به أزلاً وأبدًا.

المرتبة الثانية: أنه كتب ذلك في اللوح المحفوظ الذي كتب فيه كل ما يكون إلى أن تقوم السَّاعَة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).