×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

الأمر الثالث: أنه لا يكون في هذا الكون من إيجاد شيء أو هلاك شيء أو موت أو حياة أو وجود أو عدم إلاَّ بمشيئته سبحانه وتعالى وإرادته، فإذا أراد شيئًا كان، كما قال الله: ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ [يس: 82] فلا يكون في هذا الكون من حياة أو موت أو خير أو شر أو مرض أو صحة أو خصب أو جدب أو غير ذلك إلاَّ بمشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى، لا يكون في ملكه ما لا يريد.

الأمر الرابع: أنه إذا أراد شيئًا وشاء، خلقه وأوجده سبحانه وتعالى، فلا يكون في هذا الكون إلاَّ ما خلقه الله وأوجده الله، كما قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ [الزمر: 62] فهو المنفرد بالخلق والإيجاد، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ [الصافات: 96] فأَعمَال العباد من جملة الأشياء التي يخلقها الله جل وعلا علمها وكتبها وشاءها وأرادها وخلقها وأوجدها في مواقيتها التي شاءها سبحانه وتعالى، فهي أفعال العباد فعلوها بإرادتهم ومشيئتهم وقدرتهم وهي خلق الله جل وعلا وإيجاده سبحانه وتعالى، هذا هو ملخص الإِيمَان بالقَضَاء والقَدَر، وأنه لا بُدَّ من هذه الأربع مراتب.

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ[الحج: 14] وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ[البقرة: 253] وقال سبحانه في سورة البروج: ﴿فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ [البروج: 16] فإذا أراد شيئًا فعله وأوجده، لا يمتنع عليه شيء؛ لأنه فعال لما يريد، أما المخلوق فقد يريد شيئًا لكن لا يستطيع أن يفعله، أما الله جل وعلا فإنه فعال لما يريد، وهذا عام في كل ما في هذا الكون أنه بإرادة الله وأنه فِعل الله جل وعلا فالله خالق كل شيء.


الشرح