×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]). ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المُؤْمنِين

****

 الصحابة، والله جل وعلا يقول: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ فدل على أن الذي يغتاظ من صحابة رسول الله ويبغضهم أنه كافر.

ومن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل من خواصهم وأفضلهم: زوجات النَّبي صلى الله عليه وسلم وهن من أهل بيت الرَّسُول؛ لأن الله لما ذكر أزواج النَّبي صلى الله عليه وسلم وأمرهن بالقرار في البيوت ونهاهن عن التبرج وأمرهن بإقامة الصَّلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله، قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا [الأحزاب: 33] فدل على أن أزواج النَّبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته.

وهن «أمهات المُؤْمنِين» هذا من حقوقهن أنهن أمهات المُؤْمنِين، يعني: في الاحترام والتوقير وتحريم التزوج منهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنهن أمهات المُؤْمنِين فهذا في نص القُرْآن: ﴿ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ [الأحزاب: 6] فهنَّ أمهات المُؤْمنِين في التوقير والاحترام وعدم التزوج منهن: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا [الأحزاب: 53] لماذا؟ لأنهن زوجاته في الجنة؛ لأن الله خيرهن بين أن يطلقهن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ويتزوجن غيره، أو أن يبقين مع رسول الله


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2540).