فلا
وسع الله عليه. فمما جاء من آيات الصِّفَات
قوله تعالى:
﴿وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ [الرحمن: 27]،
وقوله تعالى: ﴿بَلۡ يَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ﴾ [المائدة: 64].
*****
يتعرضوا لها،
كالأَئمَّة الأعلام، ومنهم من هو من الأعاجم لكن عندهم بصيرة وعندهم علم وعندهم
رسوخ في العلم لم يتعرضوا لها، وإنما تعرض لها هَؤُلاءِ الذين تلوثت فِطَرهم
وتكدرت أفهامهم بقَيح الوثنية وقَيح الكفر وصاروا يقولون ما يقولون.
لما انتهى من بيان
منهج السلف في أسماء الله وصفاته شرع يذكر أمثلة لنصوص الصِّفَات من الكتاب
والسنة.
فمما جاء من ذِكر
صفات الله في القُرْآن الوجه، وصف الله نفسه بأن له وجهًا: ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ
٢٦ وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ [الرحمن: 26- 27]، هذا فيه إثبات
الوجه لله سبحانه وتعالى، فالسلف قرأوا هذه الآية ولم يتعرضوا لها ولم تُشكِل
عليهم، أثبتوها كما جاءت، فدل على وجوب إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى.
أما من جاء من أهل
الضلال فإنهم قالوا: المرادُ بالوجه الذَّات؛ لأننا لو أثبتنا الوجه للخالق وهو
موجودٌ في المخلوق للزم التشابه بين الخالق والمخلوق! تعالى الله عما يقولون،
فنقول: كلا، لا يلزم من إثبات الوجه لله مشابهته لوجه المخلوق، بل الله جل وعلا له
وجه يليق بجلاله ولا نعلم كيفيته، وللمخلوقين وجه يليق بهم.
هذه الآية فيها
إثبات اليدين لله جل وعلا لما ذكر الله مقالة اليهود فقال: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ يَدُ
ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ﴾ [المائدة: 64] يصفون الله بالبخل سبحانه
وتعالى،
الصفحة 1 / 304