×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود. وهو سُوَر مُحكَمات

*****

منزل من الله جل وعلا لا من اللوح المحفوظ، بل من الله جل وعلا؛ لأن الله ذكر هذا في آيات كثيرة: ﴿تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [السجدة: 2]، ﴿تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [فصلت: 42]، ﴿تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ [غافر: 2] لا من اللوح المحفوظ، فلم يأخذه جبْرِيل من اللوح المحفوظ - كما تقوله المبتدِعة - وإنما تلقاه جبْرِيل عن الله جل وعلا.

«منه» من الله «بدأ» يعني: تكلم الله به لا من اللوح المحفوظ ولا من غيره، ولا من مُحمَّد ولا من جبْرِيل، بل هو من الله جل وعلا منه بدأ وإليه يعود في آخر الزَّمان.

القُرْآن سور وآيات وكلمات وحروف، والسُّور جمع سورة، وهي القطعة من القُرْآن المبتدأ ببِسْم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم، وبِسْم اللهِ آية من القُرْآن نزلت للفصل بين السُّور، ما عدا براءة والأنفال، أول هذه السُّور فاتحة الكتاب، وهي: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] وآخرها سورة النَّاس، وهو مائة وأربع عشرة سورة، منها الطويل ومنها المتوسط ومنها القصير.

والسُّورة في الأصل: الشَّيء المحمي الرفيع، يقول النابغة في مدح النعمان بن المنذر:

ألم تر أن الله أعطاك سورة *** ترى كلَّ مَلْكٍ دونها يتذبذبُ

والسُّورة المنزلة الرفيعة، ومنه سميت سور القُرْآن لرفعتها، ولأنها منيعة لا أحد يرومها بزيادة أو نقص أو تحريف.


الشرح