×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ويجب الإِيمَان بكل ما أخبر به النَّبي صلى الله عليه وسلم.

****

 السماوات والأَرض، وأنه خلق الجن والإنس، وأنه خلق وأنه يخلق، ولا أحد يعترض على الله في خلقه سبحانه وتعالى، إِذَنْ لا أحد يقدر على ذلك، لا أحد يقدر أن يعترض على الله فيقول: لا، هذا الشَّيء خلقه فلان، وهذا الشَّيء خلقه فلان. لا أحد يدعيه ولا يستطيعون هذا، والله يتحداهم يقول: أبرزوا براهينكم على أن أحدًا يخلق غير الله سبحانه وتعالى ﴿أَمۡ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَيۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّٰرُ [الرعد: 16] أخبر سبحانه وتعالى أنه خلق ويخلق، ولا أحد يعترض، لا أحد يقدر على هذا، بل العقول استسلمت لهذا، ولا أحد ادعى أن أحدًا يخلق مع الله سبحانه وتعالى - فلذلك الله جل وعلا هو الخلاق وحده سبحانه وتعالى، وهو الخالق جل وعلا هذا بتسليم العالم كله كفارهم ومؤمنيهم، أن الله هو الخالق سبحانه وتعالى ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ [لقمان: 25] ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ [الزخرف: 87] يعترفون بهذا أن الخلق لله سبحانه وتعالى، وإذا كان له الخلق فله الأمر، هو الذي يأمر وينهى ويشرع ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ[الأعراف: 54]. فالحاصل أن هذه الغيوب لا تدخلها العقول والأفهام، ولا أحد يتدخل فيها بنفي أو إثبات إلاَّ بِناءً على ما جاء عن الله ورسله عليهم الصَّلاة والسَّلام.

وأما الإِيمَان ببعضه والكفر ببعضه فهذا كفر بالجميع، فنحن نؤمن بكل ما أخبر به، مما تتصوره عقولنا، وما لا تتصوره عقولنا، ليس لعقولنا دخلٌ في هذا؛ لأنها عاجزة ولا تحيط بالأشياء، لا يحيط بالأشياء إلاَّ الله جل وعلا.


الشرح