صح به
النقل عنه فيما شاهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، وسواءٌ في ذلك ما عقلناه أو
جهلناه. ولم نَطّلع علي حقيقة معناه .
****
فما دام صح السند
فإنه يجب الإِيمَان بالحديث، ما دام صح سنده، وهو يخبرنا عن أمور غائبة؛ فإنه يجب
علينا التصديق والإِيمَان، أمّا ما لم يصحْ سنده فنحن غير مطالبين بالإِيمَان به،
فلا بُدَّ أن يصح السند عند أئمة أهل الحديث،. فإذا صح فلا كلام لأحد.
يعني لا فرق بين ما
نشاهده وما لم نشاهده، يجب أن نؤمن بالجميع كأنك تشاهد الغائب؛ لأنه أخبرك عنه
الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، فهو مثل الذي تشاهده
سواءٌ بسواء، وسواء في ذلك ما تصورته عقولنا وما لم تتصوره عقولنا، العقول ليس لها
دخل في هذا، أمور الغيب لا تتصورها العقول.
مثلاً عذَاب
القَبْر، وأنه روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النَّار، لا تتصور هذا عقول
البشر، ولهذا يقول بعضهم: يقولون: يصير الميت ترابًا، ولو حفرنا القَبْر ما وجدنا
عنده نارًا ولا وجدنا عنده جنة. نقول: هذا ليس من العالم المشاهد عالم الدُّنيَا،
هذا من عالم الآخِرَة الذي لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وأنت لا تحس به،
وليس من لازم صحة الشَّيء ووقوعه أنك تشاهده، هناك أشياء موجودة وأنت لا تراها ولا
تشاهدها، وهي موجودة وأنت لا تدركها أبدًا.
مثلاً - مما يقرب هذا - ينام اثنان بعضهم إلى جانب بعض، هذا ينام نومًا هادئًا ومريحًا ولذيذًا، وهذا ينام نومًا مُقلقًا ومزعجًا، مليئًا