ومن
السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم،
****
«ومن السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم» ومحبتهم مطلقة رضوان الله عنهم لما خصهم الله به من الصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والسبق إلى الإِسْلاَم والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما فضلهم الله به من العلم والعمل، فهم خير القرون بعد الأَنبِيَاء وأفضل هذه الأمة بعد نبيها مُحمَّد صلى الله عليه وسلم ويجب احترامهم ولا يجوز الكلام في أحد منهم، ولا يجوز تصيد أخطائهم إن كان لبعضهم أخطاء، فلا نتصيدها ونظهرها للنَّاس، لا يجوز هذا لما لهم من الفضائل التي تغطي ما قد يصدر من بعضهم من الخطأ ويكفر ما عنده من الخطأ، ونحن مأمورون بمحبتهم وموالاتهم والَّثنَاء عليهم، وترك تلمس الأخطاء لهم وتنقص أحد منهم، قال الله تعالى فيهم: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ﴾ [الحشر: 8] يعني: الفيء ﴿أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾ [الحشر: 8] هذا في المهاجرين، وقال في الأنصار: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 9] وقال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطَۡٔهُۥ فََٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا﴾ [الفتح: 29] وقال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
الصفحة 1 / 304