×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

الكلام في أسماء الله تعالى وصفاته

له الأسماء الحسنى والصِّفَات العلى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ ٥ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ ٦ وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى [طه: 5- 7] .

*****

«له الأسماء الحسنى» هذا فيه إثبات الأسماء لله عز وجل كما أثبتها لنفسه: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ [الأعراف: 180]، ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ [طه: 8] فأخبر أن له الأسماء، وأخبر أن كلها حسنى، يعني: تامة كاملة لا يعتريها نقص، «والصِّفَات العلى» أي: العلية، والصِّفَات؛ كالرحمة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر - هذه يقال لها: الصِّفَات، أما السميع البصير الخبير فهذه أسماء، وكل اسم منها يُشتق منه صفة لله جل وعلا فالقديرُ فيه إثبات القدرة، والسميع فيه إثبات السمع، والبصير فيه إثبات البصر، والعليم فيه إثبات العلم، والحكيم فيه إثبات الحكمة، وهكذا كل اسم من أسمائه فإنه يتضمّن صفةً من صفاته سبحانه وتعالى، له الأسماء الحسنى التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم وله الصِّفَات العلى العلية الرفيعة التي لا يشبهها شيء.

هذه الآيات من أول سورة [طه] كما قال سبحانه: ﴿تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى [طه: 4] أي: القُرْآن منزل من عند الله سبحانه وتعالى وهو كلامه ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5] هذه الآية هي إحدى الآيات السبع التي أثبت الله فيها استواءه على العَرْش استواءً حقيقيًّا يليق بجلاله سبحانه وتعالى، وهو علوه على العَرْش، والعَرْش مخلوق من مخلوقات


الشرح