فصل:
في حق الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
****
لما تكلم المؤلف
رحمه الله في أول هذه العَقيدَة عن الإِيمَان بالله والإِيمَان بملائكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر والإِيمَان بالقدر، بعد ذلك عقد هذا الفصل لبيان حقوق النَّبي
صلى الله عليه وسلم وحقوق أصحابه وحقوق زوجاته؛ لأجل أن يكون المسلم على بصيرة مما
اختلف فيه أهل الأهواء والمبتدِعة في حق الصحابة وفي حق زوجات النَّبي صلى الله
عليه وسلم وغير ذلك لئلا تؤثر عليه هذه الأهواء وهذه الشبهات التي يوردها هَؤُلاءِ
الضالون، فيكون المسلم على بصيرة.
هذا هو السبب في
النص على حقوق النَّبي صلى الله عليه وسلم وحقوق أصحابه وحقوق زوجاته عليه الصلاة
والسلام؛ ذلك لأن حقوق أصحابه وحقوق زوجاته داخلة في حق النَّبي صلى الله عليه
وسلم وحق النَّبي صلى الله عليه وسلم هو الأصل وهذه داخلة في حقوقه صلى الله عليه
وسلم، وهذا فصل مهم يجب العناية به ومعرفة أحكامه.
وكذلك ذكر في هذا الفصل حقوق المُسْلمِين وعدم تكفير المسلم بسبب ذنب ارتكبه، وعدم الغلو في الأشخاص، وأن لا يُحكم لأحد بالجنة أو بالنَّار بدون دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل هذه المسائل وقع فيها كثير من أهل الضلال، وخالفوا الحق فيها، فكان واجبًا على أهل السنة والجماعة أن يبينوها ويوضحوها.
الصفحة 1 / 304