ومحمد
رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النَّبيين.
****
«ومحمد رسول الله صلى الله
عليه وسلم خاتم النَّبيين» لا نبي بعده عليه الصلاة والسلام إلى أن تقوم
السَّاعَة، فهو آخر الأَنبِيَاء، وهو خاتمهم صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ
أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾ [الأحزاب: 40] و«الخاتَم» أو
الخاتِم - بالكسر - هو الآخِر الذي ليس بعده رسول ولا نبي، ولكن شريعته صلى الله
عليه وسلم باقية ومستمرة إلى أن تقوم السَّاعَة، وكاملة لا تحتاج إلى بعثة نبي
جديد، كأن النَّبي صلى الله عليه وسلم مستمر بين أظهرنا، وذلك بكتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم فلا حاجة إلى بعثة نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
لأن الأَنبِيَاء كانت تُبعث إذا اندثرت آثار الرسالات وعم الجهل في الأمم السابقة،
كلما مضى نبي خلفه نبي آخر يجدد للنَّاس الدين.
فقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الشريعة الكاملة المحفوظة من التغيير والتبديل، الوافية بحاجات العباد إلى أن تقوم السَّاعَة، فكأنه صلى الله عليه وسلم حيّ لا يحتاج النَّاس إلى بعثة رسول جديد، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» ([1])؛ فلذلك خُتمت الرسالة برسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته مستمرة إلى أن تقوم السَّاعَة، وشريعته باقية إلى أن تقوم السَّاعَة، وإنما يأتي بعده المجددون من أهل العلم الذين يوضحون الشريعة للنَّاس ويعلمون النَّاس ما جهلوا منها، فليس بعده رسول، وإنما بعده العلماء والمجددون، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لهَذِهِ الأُْمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» ([2])،
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والبزار رقم (8993)، والحاكم رقم (319).