وقال عليه الصلاة
والسلام: «إِنَّمَا الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ» ([1]). فالعلماء من هذه
الأمة يقومون مقام الرَّسُول صلى الله عليه وسلم في البيان والإيضاح والهداية
للنَّاس، فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم وهذا في القُرْآن، قال الله في حق نبيه:
﴿وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ
وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾ [الأحزاب: 40] وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ
سَيَأْتِي بَعْدِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ، كُلُّهُمْ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ،
وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([2]).
فمن اعتقد أنه يأتي
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي أو أنه يُبعث نبي فهو كافر؛ لأنه مكذب لله
ومكذب للرسول صلى الله عليه وسلم ومخالف لإجماع المُسْلمِين، ولذلك حكم أهل العلم
بكفر كل من ادعى النبوة بعد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كمسيلمة الكذاب، والأسود
العنسي، ومن جاء بعدهم ممن يدّعي النبوة، حكموا بكفره، وكذلك حكموا بكفر
القاديانية الذين يعتقدون نبوة غلام أحمد القادياني في باكستان، فهَؤُلاءِ كفار
خارجون من الملة؛ لأنهم زعموا أن بعد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم رسولاً يُبعث،
فكفروا لأنهم اعتقدوا أن هذا الرجل - وهو غلام أحمد القادياني - نبي، ويسمون
بالقاديانية نسبة إليه.
فهو صلى الله عليه وسلم خاتم النَّبيين لا نبي بعده، هذه عقيدة يجب على المسلم أن يعتقدها، وأن يُكذب كل من ادعى النبوة بعد بعثة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وأما نزول عِيسَى عليه السلام في آخر الزَّمان فإنه ينزل بشريعة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فيكون