وسيد
المرسلين
****
تابعًا لمحمد صلى
الله عليه وسلم يحكم بشريعته، ولا يأتي بشريعة غيرها، فهو يُعتبر من المجددين ومن
أتباع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم إذا نزل، فإنه سيكون من أتباع الرَّسُول صلى
الله عليه وسلم فلا يُشكل نزول المسيح عليه السلام في آخر الزَّمان مع قوله صلى
الله عليه وسلم: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ» ([1]) ومع قوله تعالى: ﴿وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ
وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾ [الأحزاب: 40]؛ لأن المسيح عليه السلام
بنزوله ومكثه في الأَرض يحكم بالإِسْلاَم وبشريعة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
مُحمَّد سيد
المرسلين وأفضلهم، هو أفضل المرسلين، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أَنَا
سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَلاَ فَخْرَ» ([2]) فهو سيد المرسلين
عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل الرُّسل عليه الصلاة والسلام، وذلك لما خصه الله به
من عموم رسالته إلى جميع النَّاس، وكان النَّبي قبله يُبعث إلى قومه خاصة، فهذا
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى النَّاس عامة.
ولِمَا ظهر من فضله
في ليلة الإِسرَاء على الأَنبِيَاء في كونه صَلّى بهم إمامًا في المسجد الأقصى،
ورُفع صلى الله عليه وسلم فوق السَّموَات العُلى، وهذا مقام لم يصل إليه غيره من
الأَنبِيَاء عليهم الصَّلاة والسَّلام، فهو أفضلهم على الإطلاق.
والأَنبِيَاء يتفاضلون لا شك في ذلك، كما قال تعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3535)، ومسلم رقم (2286).