لا
يصح إِيمَان عبد حتَّى يؤمن برسالته
****
بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ﴾ [البقرة: 253] فالأَنبِيَاء
يتفاضلون، ولكن لا يجوز لنا أن نتنقص المفضول وأن نثير هذا الأمر من أجل أن نتنقص
المفضول، هذا أمر لا يجوز نهى عنه صلى الله عليه وسلم فقال: «لاَ تُفَاضِلُوا
بَيْنَ الأَْنْبِيَاءِ» ([1])، وقال عليه الصلاة
والسلام: «لاَ تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى» ([2]).
فلا يجوز انتقاص
المفضول من الأَنبِيَاء؛ لأن الأَنبِيَاء لهم فضل ولهم مكان عند الله سبحانه
وتعالى، وكون بعضهم أفضل من بعض لا يقتضي هذا تنقص المفضول، بل كلهم عليهم
الصَّلاة والسَّلام لهم مكانة عند الله لا يصل إليها غيرهم.
لا يصح إِيمَان عبد
حتَّى يؤمن برسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم ويقر بنبوته، وفي هذا رد على اليهود
والنصارى الذين يزعمون أنهم على الإِيمَان وأنهم أتباع للأَنبِيَاء، ولكنهم ينكرون
رسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم أو ينكرون عموم رسالاته، يقولون: هو نبي ولكنه
هو للعرب خاصة! فينكرون عموم رسالته، هذا كفر بالله عز وجل: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ
حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ
أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا﴾ [النساء: 65] ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ﴾ [سبأ: 28].
فمن لم يؤمن برسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وإن ادعى أنه يؤمن بمُوسَى أو بعِيسَى كاليهود والنصارى، وفي هذا رد على من يريد التقريب بين الأديان الثلاثة وينادي الآن بالتقارب بين الأديان الثلاثة ويقول:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2412)، ومسلم رقم (2374).