×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ويشهد بنبوته، ولا يُقضَى بين النَّاس في يوم القِيَامة إلاَّ بشفاعته

****

 كلها حق! ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا [الأعراف: 158] هذا ليس صحيحًا بل بُعث الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وأمر النَّاس كلهم باتباع هذا الرَّسُول: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [الأعراف: 158].

فليس بعد بعثة النَّبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم إلاَّ اتباعه، فمن خالفه وبقي يظن أنه على دين من دين اليهود أو دين النصارى فإنه كافر بالله عز وجل حتَّى يؤمن برسالة مُحمَّد إلى عموم النَّاس كافة، لا يكفي أن يؤمن برسالته فقط، بل لا بُدَّ من الإِيمَان برسالته إلى النَّاس كافة؛ لأن هناك من يرى أنه رسول لكنه إلى العرب فقط.

«ويشهد بنبوته» عليه الصلاة والسلام، فالشهادة بأنه رسول الله تأتي بعد شهادة أن لا إله إلاَّ الله، لا تصح إحداهما بدون الأخرى.

هذا من فضائله صلى الله عليه وسلم من فضائله أنه لا يؤمن أحد بعد بعثته صلى الله عليه وسلم إلاَّ إذا آمن به وأقر بعموم رسالته عليه الصلاة والسلام، ومن فضائله صلى الله عليه وسلم أنه لا يُقضى يوم القِيَامة بين العباد إلاَّ بشفاعته، وهذا - كما مر بنا - النَّاس إذا طال عليهم الوقوف في المحشر يتقدمون لطلب الشَّفاعَة لهم من الأَنبِيَاء بأن يقضي الله بينهم ويريحهم من طول الوقوف، فيأتون إلى آدم، ثم إلى نوح، ثم إلى إِبرَاهِيم، ثم إلى مُوسَى، ثم إلى عِيسَى، كلهم يعتذر، ثم يأتون إلى مُحمَّد صلى الله عليه وسلم فيقوم بها، فيشفع عند ربه ويدعوه


الشرح