قال
الإمام أبو عبد الله بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: آمنت بالله وبما جاء عن الله،
على مراد الله.
*****
والإِيمَان به واجب، والسؤال
عنه بدعة، وما أراك إلاَّ رجل سوء» ثم أمر به فأُخْرِج من المجلس ([1]). فنحن نصدق
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وإن لم نعلم كيفية ذلك، نصدق؛ لأنه رسول الله مبلغ
عن الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7]، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن
رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [النساء: 64] فالذي لا يُصدِقُ
الرَّسُول في هذه الأمور، وهي أعظم الأمور، وهي الأسماء والصِّفَات؛ لأنها من العَقيدَة
- بل هي صلب العَقيدَة - فالذي لا يُصدق الرَّسُول فيها لا يكون مطيعًا للرسول صلى
الله عليه وسلم ولا يكون مؤمنًا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نحن نتبع الرَّسُول ونتبع
القُرْآن، فما أثبته القُرْآن أثبتناه، وما أثبته الرَّسُول أثبتاه، وما نفاه
القُرْآن أو نفاه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم نفيناه، ولا نتعدى القُرْآن والسنة
في النفي والإثبات، هذه طريقة السلف الصَّالِح.
وبعد أن انتهى كلام الإمام
أحمد رحمه الله ينقل الآن عن الإمام مُحمَّد بن إدريس الشافعي، وسُمي الشافعي:
نسبة إلى جده شافع، والإمام الشافعي من بني المطلب بن عبد مناف، فهو مطلبي من أهل
البيت رحمه الله ولذلك يلقبونه بعالم قريش، هذا الإمام العظيم له موقف عظيم في
الدفاع عن سنة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم والرد على أهل الزَّيغ والضلال.
«آمنت بالله وبما جاء عن الله» الذي لا يؤمنُ بما جاء عن الله لا يؤمن بالله سبحانه وتعالى، «على مراد الله» أي: على ما أراده الله جل وعلا
([1]) أخرجه: اللالَكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/ 214).
الصفحة 1 / 304