وآمنت
برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله.
*****
ولا نتدخل في شيء من
عندنا، ونُفسر تفسيرًا من عندنا، وإنما نتوقف على ما جاء عن الله سبحانه وتعالى
على مراد الله فنقول سمى الله جل وعلا نفسه بأسماء، ووصف نفسه بصفات فنحن نؤمن بها
على مراده سبحانه وتعالى، لا نؤولها ولا نحرفها عما جاءت، فنُثبت له السمع والبصر
والحياة والقدرة والكلام والإرادة وسائر الصِّفَات؛ لأنه هو الذي سمى ووصف نفسه
بها.
كذلك بعد الإِيمَان
بالله وبما جاء عن الله على مراد الله نؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما
جاء عن رسول الله من الأحاديث الصَّحِيحة على مراد رسول الله، لا نفسرها بشيء
يخالف مراد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم من التأويلات والتحريفات الباطلة، بل
نثبتها على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى شهادة أن مُحمَّدا
رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه بما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا
يُعبد الله إلاَّ بما شرع. فالذي يشهد أن مُحمَّدا رسول الله لكن لا يصدقه فيما
أخبر كاذب في شهادته، متهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وأعظم ما جاء به الأسماء
والصِّفَات، جاء بها صلى الله عليه وسلم سمى الله بأسماء ووصفه بصفات، فنحن نؤمن
بها ونصدقه في ذلك، ولا نرد عليه صلى الله عليه وسلم أو نُحرف ما جاء عنه
بالتأويلات الباطلة والتشكيكات والتزييفات التي ضل بها أكثر الخلق. وكلام الإمام
أحمد وكلام الشافعي هو المنهج الذي تسير عليه أُمَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم.