×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم

*****

«على هذا» الكلام، وهو الإِيمَان بما جاء عن الله على مراد الله، والإِيمَان بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله «درج» عليه «السلف» وهم صَدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين والقرون المفضلة، لم يتوقف أحدٌ منهم في هذا، يقرأون القُرْآن ويروون الأحاديث ولم يعترضوا على شيء من هذا، مضت على هذا القرون المفضلة، ما اعترضوا على هذه الآيات وعلى هذه الأحاديث، وإنما حدث الاعتراض بعد انقَضَاء القرون المفضلة، حينما جاء علماء الكلام والفلسفة فأدخلوا في الدين ما ليس منه، وحكَّموا القواعد المنطقية والبراهين العقلية - كما يسمونها - حكَّموها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

«أئمة الخلف» من جاء بعد السلف ممن سار على نهجهم، فإنهم على هذا المذهب سلكوا هذا المذهب، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ تبارك وتعالى » ([1])؛ فيكون هناك من الخلف من يقتدي بالسلف ويسير على منهجهم إلى أن تقوم السَّاعَة، ولا تخلو الأَرض - ولله الحمد - منهم؛ لأنهم يقومون بنشر هذا الدين، ويبلغون هذا الدين بعد السلف الصَّالِح، فهم حجة الله على خلقه، هذا من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يقيم لهذه العَقيدَة ولهذا المنهج السلفي من يتمسك به ويعلمه للنَّاس إلى أن تقوم السَّاعَة، رحمة منه بعباده.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3442)، ومسلم رقم (1920).