×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ولا نجعل قَضَاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره، واجتناب نواهيه،

****

 هذه مسألة عظيمة تتعلق بالقَضَاء والقَدَر.

يقول المؤلف رحمه الله: «ولا تجعل قَضَاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره واجتناب نواهيه» فإذا وقع من الإِنسَان معصية، أو حصلت منه خطيئة - فإنه لا يتوب إلى الله ولا يعترف بذنبه، وإنما يقول: هذا قَضَاء وقدر. هذا لا يجوز، الواجب على المؤمن إذا وقع منه مخالفة أن يتوب إلي الله سبحانه وتعالى.

فالقَضَاء والقَدَر لا يُحْتجّ به على فعل المعاصي، وإنما يُحْتجّ به على المصائب التي لا اختيار للإِنسَان فيها، فينسبها إلى القَضَاء والقَدَر؛ حتَّى يصبر عليها، لكن المعاصي له فيها اختيار، وله فيها قدرة ومشيئة وفعل، فهي فعله وهي كسبه وهي باختياره، فيلوم نفسه، ويحمل الذنب على نفسه، ويتوب إلى الله سبحانه.

الأَبِوَانِ - آدم وحواء عليهما السلام - قالا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الأعراف: 23] وفي الآية الأخرى: ﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ [البقرة: 37] فالأبوان لم يقولا: يا ربنا هذا قضاؤك وقدرك، بل قالا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا [الأعراف: 23] اعترفا ﴿وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الأعراف: 23].

وكذلك الأَنبِيَاء، كل من حصلت منه بعض المخالفات رجع إلى الله وتاب إلى الله، واستغفر ربه عز وجل فتاب الله عليه، وغيره من باب أولى، فالمسلم لا ينسب ذنوبه ومعاصيه إلى القَضَاء والقَدَر، وإن كانت بقَضَاء 


الشرح