بل يجب أن نؤمن
ونعلم أن لله علينا الحجة بإنزال الكتب وبعثة الرُّسل، قال الله تعالى: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ﴾ [النساء: 165].
****
الله وقدره، لكن هو
له فيها فعل، وله فيها اختيار وله إقدام، لو شاء تركها؛ لأنه لم يُجبر عليها، ولم
يُكره عليها، فهو يحمل نفسه الخطأ ويتوب إلى الله ويستغفره، ويغفر الله لمن تاب
ويعفو عنه. هذا هو موقف المسلم من الذُّنوُب والمعاصي أن يُحملها نفسه، وأن يتوب
إلى الله منها، وأن يستغفر الله منها بدل أن يقول: هذا قَضَاء وقدر، ويحتج
بالقَضَاء والقَدَر على فعل المعصية، ويبرر لنفسه ذلك، ولا يتوب إلى الله سبحانه
وتعالى.
لما ذَكَرَ اللهُ من
ذَكَرَ من الرُّسل في قوله: ﴿إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ
إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِيسَىٰ
وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيۡمَٰنَۚ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ١٦٣ وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ١٦٤ رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى
ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا﴾ [النساء: 163- 165] ذكر الحكمة في إرسال
الرُّسل وإنزال الكتب، وهي: قطع المعذرة عن العباد؛ لئلا يحتجوا ويقولوا: يا ربنا
ما جاءنا من ينهانا، من يحذرنا من المعاصي، من يبين لنا ما هو الخير وما هو الشر،
ما هو الهدى وما هو الضلال، ما عندنا علم.
أنزل الله الكتب، وأرسل الرُّسل؛ لِيُبَيّنََ للعباد الطَّاعَة من المعصية، والكفر من الإِيمَان، والخير من الشر؛ لأنه لا يعذبهم قبل أن يرسل