×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

في هذه الأمور، وتنقُّص الأوامر والنواهي عندهم، فهذا من عمل الشيطان - والعِيَاذ باللهِ - فهذا في الجدال الذي لا فائدة من ورائه، أما الجدال الذي فيه فائدة في إظهار الدين ورد الشُّبه، فهذا واجب، قال تعالى لنبيه: ﴿وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ [النحل: 125] ﴿وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ [العنكبوت: 46].

فالجدال إذا كان المقصود منه إظهار الحق ودفع الباطل ورد الشبه فهذا الجدال محمود؛ لأنه لبيان الحق وحماية الدين، أما الجدال الذي يُقصد منه التعسف والتكلف وإظهار الشخصية عند النَّاس فهذا لا يجوز؛ لأنه لا فائدة من ورائه بل يوغر الصدور ويوقع العداوة بين النَّاس. فالجدال الذي لا فائدة من ورائه منهي عنه، في عهد عمر ظهر رجل يقال له صَبِيغ كان يجادل في بعض الأمور، يسأل عن متشابِه القُرْآن، فاستدعاه عمر رضي الله عنه وضربه، ثم أجلاه من المدينة حتَّى تاب إلى الله عز وجل ورجع عن ما هو عليه. هذا دليل على أن الذي ليس له هَمّ إلاَّ الجدال والمناقشات في أمور العبادات والتشكيك في أمور الدين أن هذا رجل سوء، ينبغي أن يؤدب ويُمنع من هذه الأمور والتظاهر بها أمام النَّاس. ويدخل في ذلك ما يعمله بعض الجهال الآن من التشكيك في الأحاديث وتضعيفها، ويبثون هذا بين النَّاس والعوام، العوام ما مصلحتهم في هذا؟! هذا يشكك النَّاس في أمور الدين ويشككهم في السنة، لا يُظهَر هذا أمام النَّاس وأمام الجهال والمبتدئين في طلب العلم، هذا إنما يكون من شئون العلماء المتخصصين في أمور الجرح


الشرح