×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وترك النظر في كتب المبتدِعة والإصغاء إلى كلامهم.

****

 والتعديل وأمور الشريعة، ويكون بينهم، ولا يظهر للنَّاس وأمام النَّاس، فيجب الحذر من هذه الطريقة.

هذا عَوْد على ما سبق، فإذا كان الواجب هجر المبتدِعة فإنه يجب هجر كتبهم أيضًا؛ لأنهم ربما يكونون قد ماتوا وليس هم بين أظهرنا، ماتوا ولكن كتبهم بقيت، وكثير من كتب المبتدِعة باقية، فلا يجوز للإِنسَان المبتدئ الذي ليس عنده أهلية أن يطلع على هذه الكتب؛ لأنه يغتر بما فيها وتَروج عليه، أما الإِنسَان المتمكن في العلم، الراسخ في العلم، فإن له أن يطلع على هذه الكتب من أجل أن يرد عليهم ويُحذر النَّاس مما فيها، أما من ليست عنده أهلية علمية يعرف بها الحق من الباطل والخطأ من الصواب فليس له أن يطالع في كتب أهل البدع وكتب الفرق الضالة لئلا تدخل في فكره وفي عقيدته؛ لأنه جاهل. هي قد يكون لها بريق ولها عبارات رشيقة تضر الإِنسَان الذي ليس عنده بصيرة؛ لأن الغالب أن أهل الجدل يُعطَون الفصاحة والشقاشق من أجل الفتنة -والعِيَاذ باللهِ- قال جل وعلا في المنافقين: ﴿وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ [المنافقون: 4] لأنهم يحسنون القول حتَّى إن الذي يسمعهم يظن أنهم على صواب، يُنَمِّقُون الكلام والحُجج، ويحسنون صياغة الألفاظ، وهم منَافِقُون في الدرك الأسفل من النَّار! والشاعر يقول:

في زخرف القول تزين لباطله *** والحق قد يعتريه سوء تعبير

يقول الله جل وعلا: ﴿شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ [الأنعام: 112]. فالزخرف أصله التزيين والتنميق،


الشرح