×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

فأصحاب الضلال في الغالب عندهم تزويق للعبارات وتنميق في خطبهم وفي محاضراتهم وفي كتبهم، فإذا سمعها أو قرأها الإِنسَان الجاهل انطلت عليه وتمكنت من القلب، فلذلك يُحَذَّر من مطالعة كتب أهل البدع، والاستماع إليهم في دروسهم ومحاضراتهم أو برامجهم، يَحذر الإِنسَان من الاستماع إليهم إلاَّ على وجه يريد الإنكار عليهم وهو يقدر على ذلك، ويعرف الحق من الباطل. فهذا مقتضى التعامل مع أهل البدع وكتبهم، بعض النَّاس يقولون: اطبعوا كتبهم وروجوها لأجل الثقافة، وهذه آراؤهم والنَّاس أحرار في آرائهم وفي أن يُبدوا ما عندهم! نقول لهم: هذا لا يجوز؛ لأنه فتح باب شر على المُسْلمِين، بل يجب أن تُصادر كتب أهل البدع وكتب أهل الضلال، يجب أن تصادر من أسواق المُسْلمِين ومن مكتباتهم ومن متناول أيديهم؛ لأنها سموم، وهي مثل ما يُحجر على النَّاس من السموم، وتُمنع السموم من الانتشار، فهذه الكتب أضر - والعِيَاذ باللهِ - كذلك كما يُحمى النَّاس ويُحجر على المرضى من أجل صحة أبدانهم فهذا أولى أن يُحجر عليه؛ لأن السم يغير الأبدان، وكتاب الضُّلال يغير الإِيمَان والعقول، فهو أخطر وأشد فيجب الحَجْر عليه من أجل سلامة الدين والعَقيدَة. فلا نتساهل في كتب أهل البدع وكتب أهل الضلال ونقول: هذه ثقافة! والإِنسَان يصبح عنده اتساع فكر وعقل لا يَضيق! هذا كله من الدعاية للباطل، فالواجب أن يُحذَّر من أهل البدع، ويُحذَّر من سماع كلامهم، ويُحذَّر من كتبهم، فبقاء كتبهم من بعدهم بليّة، لا نقول: إنهم ماتوا وذهبوا،


الشرح