×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وكل محدثة في الدين بدعة .

****

 هم وإن ماتوا بأبدانهم إلاَّ أن أفكارهم موجودة في هذه الكتب، ولها باعة وزبائن يروجونها، فيجب الحذر من ذلك غاية الحذر، فإنها خطر يهدد المُسْلمِين.

لما حذر من البدع والمبتدِعة أراد أن يبين ما هي البدعة؟ قال: «وكل محدثة في الدين بدعة» لأن الدين لا يقبل البدع، الدين هو ما شرعه الله ورسوله فقط، ولا يقبل ما شرعه فلان أو قاله فلان إلاَّ بدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

كل محدثة في الدين فإنها بدعة، أما المحدثات في أمور العادات وأمور المنافع فالأصل فيها الإباحة - والحمد لله - حدث أشياء من الصناعات والاختراعات لم تكن موجودة من قبل، لا نقول: إن هذه بدع، بل نقول: هذه مما أباحها الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذه ليست من أمور الدين هذه من أمور العادات وأمور المصالح التي خلقها الله لعباده، فنحن نركب الطائرة والسيارة والباخرة، ونستعمل مكبرات الصوت والمسجلات، كل هذه مخترعات ليست من الدين إنما هي وسائل نفع للنَّاس، ومن استخدمها في الخير سارت نعمة وعونًا على طاعة الله، ومن استعملها في الشر فهذه من سوء تصرفه هو، وإلا فهي مصالح للنَّاس.

فالحاصل: أن البدع هي ما أُحدث في الدين، أما ما أُحدث في أمور العادات وأمور الصناعات وأمور الدُّنيَا، هذه ليست من البدع. الصحابة كانوا يجاهدون بالرمح وبالسهام والنَّبْل والسيوف، والآن حدث ما تعلمون من الأسلحة المتطورة، الصواريخ والطائرات


الشرح